الى كل من فقد عزيز

الى كل من فقدعزيز
الى كل من مات له اب او ام اوخ اوخت
الى كل من فرق الموت بينه وبين صديق حميم الى كل
هؤلاء اقول لن يكون مصابنا بهم اعظم من مصابنا بسيدنا
وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
لقدمات بأبي هو وامي وقد كان يشتد عليه كرب
الموت حتى يغشى عليه

عن انس بن مالك رضي الله عنه قال
أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم لما ثقل
رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي
مرض فيه (وجعل يتغشاه‘ الكرب) أي من شدة مايصيبه
جعل يغشى عليه من الكرب ، لانه عليه صلاة والسلام
يُشدد عليه الوعك والمرض ، كان يو عك كما يوعك الرجلان
من الناس
والحكمة في هذا ،من أجل أن ينال صلى الله عليه وسلم
أعلى درجات الصبر . فإن الصبر منزله عاليه لا ينال إلا بإمتحان
واختبار من الله عزوجل ، لأنه لاصبرإلا على مكروه
فإذا لم يصب الانسان بشئ يكره فكيف يعُرف صبره
والهذا قال الله تعالى{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ{31}محمد
فكان النبي يو عك كما يوعك الرجلان من الناس
فجعل يتغشاه الكربُ ، فتقول فاطمة رضي الله عنها
{وكرب أباه}تتوجع له من كربه ، لأنها امرأه، ولم تطيق الصبر
فقال النبي صلى الله عليه وسلم{لا كرب على أبيك بعد اليوم}
لانه صلى الله عليه وسلم لما انتقل من الدنيا
انتقل الى الرفيق الاعلى كما كان يقول صلى عليه وسلم عندما يتغشاه الموت يقول :{اللهم في الرقيق الاعلى ،اللهم في الرفيق الاعلى}وينظر الى سقف البيت صلى الله عليه وسلم
توفي صلى الله عليه وسلم ، فجعلت-رضي الله عنها تندبه
لكنه ندبٌ خفيف لايدل على السخط من قضاء الله وقدره وقولها<اجاب رباً دعاه>لان الله سبحان وتعالى – هوالذي بيده
ملكوت كل شئ ،اجالُ الخلق بيده ، تصريف الخلق بيده
وكل شئ إلى الله والى الله المنتهى واليه الرجعى
فأجاب داعي الله وهو انه صلى الله عليه وسلم إذاتوفي
صار كغيره من المؤمنين يُصعد بروحه حتى توقف بين
يدي الله عزوجل – فوق السماء السابعه < واأبتاه اجاب رب دعاه>
وقولها <واأبتاه جنة الفردوس مأواه>
لانه عليه الصلاة والسلام أعلى الخلق منزله
في الجنه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
<سألوا الله لي الوسيله ، فإنها منزلةٌ في الجنه لاتنبغي إلا لعبد
من عباد الله ، وأرجوأن أكون أناهو>
ولا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم مأواه جنة الفردوس وهي
اعلى درجات الحنة ، وسقفها عرش الرب جل جلاله
والنبي صلى الله عليه وسلم في اعلى درجه منها
وقولها {يا أبتاه إلى جبريل ننعاه}
النعي هو الإخبار بموت الميت وقالت إننا ننعاه الى جبريل
لأن جبريل هو الذي كان يأتيه بالوحي صباحاً ومساءً
فإذا فُقد النبي عليه الصلاة والسلام، فُقدنزول جبريل عليه السلام
الى الارض بالوحي ، لأن الو حي انقطع بموت النبي
صلى الله عليه وسلم
ثم لما حُمل ودُفن قالت رضي الله عنها :{أطابت أنفسكم أن تحثوا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم التُراب؟؟ }
يعني من شدة وجدها عليه ، وحزنها ، ومعرفتها بأن الصحابه
رضي الله عنهم- قد ملأ قلوبهم محبة الرسول عليه الصلاة
فهل طابت؟؟
والجواب : أنها طابت ، لأن هذا مارد الله – وهو شرع الله
ولوكان النبي عليه الصلاة والسلام يُفدى ,بكل الأرض
لفداه الصحابة رضي الله عنهم

ولكن الله سبحانه وتعالى – هو الذي له الحكم ، واليه المرجع
وكما قال تعالى {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ{30} ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ{31}

الفوائــــــــد- في هذا الحديث بيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كغيره من البشر ، يمرض ، ويجوع ، ويعطش ،ويبرد
ويحتر ، وجميع الأمور البشرية تعتري النبي صلى اللهعليه وسلم
كما قال صلى الله عليه وسلم :{ إنما أنا بشر مثلكم ، أنسى كما تنسون}

من شرح رياض الصالحين
لفضيلة الشيخ العلامه
محمد بن صالح العثيمين
غفرالله له ولوالديه وللمسلمين