السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جلت بطرفي في البيت فإذا به خاويا على عروشه..
وتأملت في أرجائه فإذا به لا سكنه غيري أنا وأبي ..
فتذكرت من كانت تؤنسي..
من كانت لي خير رفيقة ومؤنسه..
من كانت تتحفني بقصص الماضي الجميلة..
من كانت تنتظرني حتى أعود في آخر الليل..
من كانت لي ذلك القلب الحنون
من كانت لي خير ناصح ومعين
نظرت في ملابسها وقلبتها
اشتممت رائحة عطرها ..
وذهبت إلى سريرها وتمددت عليه
آآآآآآآآآآآآآه
إنها كانت هنا !!!
أين ذهبت؟؟؟
لماذا لم تأخذني معها
وهي لم تذهب إلى مكان إلا وأنا رفيقها
لماذا لم تخبرني أنها سوف تذهب فأودعها قبل خروج أنفاسها
لقد ذهبت من غير رجعه
ومن الذي ذهب بها؟؟
سبحان الله انه أنا من أخرجها..!!
انه أنا من ودعها وحملها على كتفه ..
تأملت كل شيء لها ... وتذكرت كلامها وتخطيطها لحفل زواجي
كانت تود أن تكون هي أول الحاضرين
كانت تريد أن تفرح لي فرحا شديدا..
في ليلة هي ملكتها وهي سيدة ذلك الحفل
لكن الموت أخذها ولم يدعها لتكمل فرحتها..
لما تأملت في البيت وتذكرت بخاطري أمي الحبيبة
فتحت جهازي وكتبت هذه السطور
لا عبرعما بنفسي
تذكرت تلك الأم الحنون
تلك ألحظن الجافي والبلسم الشافي
فانهمرت دموعي .. وتحركت أشجاني ..
أمي
لم أجد بعدك من يوجهني وينصحني
صحيح أنني كبرت بس مازلت بحاجة اليكي
مازلت إلى ذلك ألحظن لأرتمي به
أمي والله لو علمت
أن كتاباتي سوف تعيدك لكتبت إلى أن تفني المحابر والأوراق
ولو علمت أن البكاء يعيدك لبكيت إلى أن تجف دموع العيون وتنقلب إلى دماء..
ولو علمت أن التأمل في البيت يعيدك لتأملت إلى أن تورث الأرض ومن عليها..
ولكن ...
هيهات هيهات
لا ينفع الكلام الآن ..
ولكن ...
أمي جمعني بك الملك العلام في أعالي الجنان..
معذرة همومي كتبتها ,, وأشركتكم فيها
ولكنني لم أجد مكان أحسن من هذا المكان..
ولم أجد من أعطيهم مافي خاطري مثلكم ..
فأقبلوا ماسطرته عن أمي الحنون...
من آهات وخواطر محمد همامي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته